وقد أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن الطعام ليس فقط مصدرًا للقوة الجسدية، بل هو عامل رئيسي داعم لتقوية الذاكرة وصحة الدماغ، فبعض الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات والأحماض الدهنية تلعب دورًا بارزًا في حماية خلايا المخ وتعزيز صحة الخلايا العصبية والوقاية من أمراض الخرف وألزهايمر.
ولهذه الأسباب أصبح أمر الاهتمام بالطعام وما نتناوله خيارًا أساسيًا لا بد منه، وفي هذا التقرير سنأخذكم في جولة للتعرف على أسرع علاج لتقوية الذاكرة والدور الذي يقدمه لنا الطعام في هذا الشأن.
دور التغذية في تنشيط الذاكرة
يمدنا الغذاء بالعناصر الغذائية اللازمة لدعم صحة الدماغ وتنشيط الذاكرة، وإليك أهم العناصر الغذائية المفيدة في هذا الصدد:
حمض الفوليك "فيتامين ب9"
يبدأ أهمية هذا الفيتامين منذ تكوين الجنين، حيث ينصح الأطباء النساء الحوامل بتناول مصادر حمض الفوليك خلال الأشهر الأولى من الحمل، لأنه هام في تكوين الأعصاب ويحمي من التشوهات الخلقية، وبالنسبة للأشخاص البالغين فإنه ذو دور فعال في تعزيز عمل الدماغ وصحة الذاكرة
وبتواجد حمض الفوليك في بعض الأطعمة الطبيعية مثل الخضروات الورقية، البقوليات، الخضروات الجذرية، الكبد، الجوز، البرتقال، الحبوب الكاملة، وصفار البيض.
فيتامين ب12
مجموعة فيتامينات ب12 من أهم الفيتامينات المنوط بها الحفاظ على صحة الأعصاب، حيث أنه يلعب دور رئيسي في أداء الجهاز العصبي عمله بشكل طبيعي، كما أنه يدخل في تركيب غشاء المايلين المحيط بالأعصاب.
وتجدر الإشارة إلى أن نقصه في الجسم يؤدي إلى تدهور صحة الجهاز العصبي، ويتوفر فيتامين ب12 في سمك السلمون، الكبدة، البيض، حبوب الإفطار، الحليب المدعم.
مضادات الأكسدة أسرع علاج لتقوية الذاكرة
تتمحور أهمية مضادات الأكسدة بالنسبة لعمل الدماغ والذاكرة، في أنها تحافظ على خلايا المخ من التلف وتدعم صحة الدماغ والجهاز العصبي، فقد أثبتت الأبحاث أن من يتناولون الفواكه والخضروات المتنوعة كانت فرص إصابتهم بأمراض ألزهايمر والخرف أقل من غيرهم، ويعود السبب إلى وجود مضادات الأكسدة الفعالة مثل: فيتامين ج، البيتاكاروتين، الليكوبين، وفيتامين هـ.
وتتوافر المغذيات السابقة في بعض الخضروات والفواكه، كما تتواجد بكثرة في كل من الزنجبيل، والشاي الأخضر الذي يعد أسرع علاج لتقوية الذاكرة إذا ما تمت المواظبة عليه.
البروتينات
تنوع مصادر البروتينات المختلفة أمر هام، لما لها من دور أساسي في تكون الناقلات العصبية، تلك المواد الكيميائية التي تحفز عمل الدماغ والأعصاب، وتؤثر بالتبعية على معدلات التركيز وعل تحسن المزاج بشكل عام.
ويمكن الحصول على البروتينات من أطعمة مختلفة مثل: الأسماك، اللحوم وبدائلها، الحليب ومنتجات الألبان، الحبوب الكاملة، المكسرات، والبقوليات.
قد يهمك: طرق تحضير السمك للرجيم
الكربوهيدرات
يعد سكر الجلوكوز البسيط هو الغذاء الرئيسي للدماغ، وهو ينتج عن عمليات الأيض للكربوهيدرات والسكريات في الجسم، إلا انه يجب التنويه إلى أن الإكثار من تناول السكريات البسيطة يؤدي إلى رفع معدلات السكر في الدم.
ولهذا ينصح بالتركيز على تناول الكربوهيدرات المعقدة والحبوب الكاملة، حيث أن هذا سيزيد من معدل الحصول على الألياف الغذائية والتي تعمل علة تعزيز الأداء المعرفي ورفع قوة التركيز وتنشيط عمل الذاكرة.
الدهون غير المشبعة
أثبتت الأبحاث أن الدهون غير المشبعة لاسيما الحمض الدهني أوميجا 3، من أهم المواد الضرورية لصحة الدماغ والحفاظ على الأعصاب، لذا فإنه ضروري لتعزيز الذاكرة، لاسيما في مرحلة الشيخوخة.
كما ثبت أن هذه المواد تقلل من احتماليات الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف، ولهذا فإنه من الأفضل تناول السمك مرتين على الأقل في الأسبوع؛ بغرض الحصول على الكمية المطلوبة من الأوميجا 3.
كما ينصح بالحصول على اوميجا 3 من مصادر أخرى مثل: زيت الزيتون، بذر الكتان، اللوز، الجوز، والمكسرات.
أسرع علاج لتقوية الذاكرة
ثبت علميًا أن الأنظمة الغذائية الغنية بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والأسماك والأعشاب لها أثر كبير كـ أسرع علاج لتقوية الذاكرة ، وفيما يلي أهم الأطعمة التي يمكنك الاعتماد عليها لتعزيز عمل الدماغ وتنشيط الذاكرة:
- الشمندر فهو غني بالنترات التي تساعد على توسيع الأوعية الدموية بالتالي وصول الدم محملاً بالأكسجين إلى المخ.
- الخضروات الورقية لاحتوائها على مضادات الأكسدة وحمض الفوليك الذي يقوي الذاكرة ويحمي الأعصاب من التلف.
- الأفوكادو حيث أنه من الفواكه الغنية بالدهون الأحادية الغير مشبعة، والتي تعمل على تحسين وظائف الذاكرة.
- البطيخ يحتوي على نسبة مرتفعة من الليكوبين وهو أحد مضادات الأكسدة القوية، فضلا عن تركيزه العالي من المياه النقية المفيدة لصحة المخ.
- التوت والذي يعد من أغنى الفواكه بمضادات الأكسدة، لا سيما مركبات الفلافونويد المحسنة للذاكرة، لذا فإنه يقي من الشيخوخة المبكرة ويحمي المخ من الخرف الذي يؤدي إلى ضعف الذاكرة.
- البقوليات والحبوب الكاملة مثل الحمص، الشوفان، البرغل، والكسكسي، هذه الأطعمة غنية بالكربوهيدرات المعقدة التي تعتبر من الأغذية المفضلة بالنسبة للمخ ووظائفه جمعها من حفظ وتركيز وذاكرة.
- الأسماك الدهنية مثل الإسكمري، السلمون، السردين، البلشار، التونة، والرنجة، فجميعها مأكولات غنية بأوميجا 3 المفيدة في تعزيز الذاكر وتحسين صحة الدماغ.
وفي النهاية يمكننا القول بأن صحة دماغك ودعم وتنشيط ذاكرتك عبارة عن انعكاس واضح لما تضعه في طبقك الذي تتناوله كل يوم، لذا فقد سردنا لك قائمة سريعة تحتوي على أفضل الأطعمة التي يمكننا القول بأنها أسرع علاج لتقوية الذاكرة من داخل مطبخك.